كما أنه أوعية وقود مشتعلة إلى الجو والإعتماد على الرياح القادمة من الشاطىء لدفعها بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل دولة الكيان الصهيوني ” إسرائيل “، حيث يمكنها إشعال الحرائق. البالونات المشتعلة سلاح يعود للحرب العالمية الثانية، تكتيك إستخدام ” البالونات المشتعلة ” قد يكون جديدًا في مدينة ” غزة ” الفلسطينية، ولكن تاريخه يعود عقود إلى الوراء.
في الحرب العالمية الثانية، أستخدمت اليابان ” بالونات مشتعلة ” مماثلة ضد الولايات المتحدة، وأرسلت 9000 بالون كبير معبأة بالهيدروجين عبر تيار النفاث فوق المحيط الهادىء، حيث التيارات الهوائية تدفعها بإتجاه ” الولايات المتحدة “. ووصلت حوالي 300 من هذه البالونات أمريكا الشمالية، بدون التسبب بأضرار كبيرة. ولكن كان أحدها المسؤول عن الضحايا الوحيدين خلال الحرب العالمية الثانية في الأراضي الأمريكية. في 5 مايو 1945 م، أنفجرت قنبلة كان يحملها بالون ياباني في بلدة ” بلاي ” الريفية في ولاية ” أوريغون “، وتسببت بمقتل ستة أشخاص.
منذ الأسابيع الأولى من ” مسيرة العودة ” على حدود غزة أطلق شباب فلسطيني ” طائرات ورقية حارقة ” بإتجاه الأراضي الإسرائيلية، تسببت بإحتراق مساحات واسعة من الأراضي والحقول الزراعية والمحميات الطبيعية. ولكن في أواخر عام 2018 م، بدأ تكتيك جديد بالإنتشار عند حدود غزة. بدلًا من الطائرات الورقية : ” بالونات الهيليوم الحارقة “. والمبدأ ذاته، إطلاق أوعية وقود مشتعلة إلى الجو والإعتماد على الرياح القادمة من الشاطىء لدفعها بإتجاه الأراضي الإسرائيلية، حيث يمكنها إشعال الحرائق.
وبالإجمالي، قد أحترق حوالي 17,500 من الأراضي في أكثر من 250 حريق خلال شهرين في عام 2018 م، أكثر من نصفها أراضي في محميات طبيعية، بحسب تقديرات أولية. وقد أدت الحرائق، خاصة في المحميات الطبيعية، إلى أضرار جسيمة للحياة البرية في المنطقة، بحسب خبراء بيئة. ويوجد الآن عدد أكبر من الحرائق يوميًا. والبالونات ذاتها لا تتسبب بالحرائق – الهيليوم غاز غير مشتعل – ولكن يمكن أن تحمل بمواد مشتعلة مربوطة بحبل طويل. وفي بعض الحالات يتم إستخدام بضعة بالونات فقط. وفي حالات أخرى، تستخدم مجموعة أكبر من البالونات، حيث يمكنها حمل وزن أكبر من الوقود.
وكما في حال الطائرات الورقية، لم يجد جيش الإحتلال الإسرائيلي بعد الرد المناسب للتهديد. وتقرر أن برنامج تجريبي لإستخدام الطائرات المسيرة لإسقاط الطائرات الورقية والبالونات فشل، بحسب تقرير إذاعة ” كان ” الإسرائيلية. وفي الوقت الحالي، الوسيلة المركزية لدى إسرائيل لمواجهة الطائرات والبالونات المشتعلة تبقى الجاهزية والرد السريع عند إندلاع الحرائق. وتراقب السلطات، بالإضافة إلى مزارعين، المنطقة عند ملاحظة طائرة ورقية أو بالون، ويسارعون الى منطقة سقوطها لإخماد النيران قبل إنتشارها. ويستخدم المزارعون الجرارات لحفر المنطقة المحيطة بالنيران من أجل منع النيران من الإنتشار حتى وصول رجال الاطفاء لإخمادها نهائيًا ولا ينجحون دائما بهذه المهمة.
وقد أحترق حوالي 10,000 دونم من الأحراش والمحميات الطبيعية في أسابيع قليلة في عام 2018 م، بحسب الناطق بأسم سلطة الطبيعة والأحراش، الذي أكد أن السلطات لا يوجد لديها بعد ادلة قاطعة بأن الحرائق جميعها ناتجة عن الطائرات الورقية أو البالونات المشتعلة. وفي 7 يوليو 2018 م، أحترق حوالي 300 دونم من محمية ” كارميا ” الطبيعية – حوالي ثُلث مساحة المحمية – في إحدى أكبر الحرائق منذ بداية ظاهرة ” الطائرات الورقية المشتعلة “. وقد أحترق أكثر من 5000 دونم من الأراضي الزراعية، معظمها حقول قمح، بحسب سلطة الضرائب، التي تعالج طلبات التعويض من المزارعين في المنطقة.
وخلال المرور في المنطقة، من النادر رؤية حقل أو أشجار خال من آثار الحرائق الناتجة من طائرة ورقية أو بالونات مشتعلة. وإضافة إلى ذلك، خلال عام 2018 م أحترق حوالي 2500 دونم من أحراش الصندوق اليهودي القومي، قال الناطق بأسم المنظمة، وأضاف أن الصندوق سوف يقوم بتقدير نهائي للأضرار. وقالت سُلطة الضرائب أنها لم تتلقى طلبات لتعويضات من الصندوق اليهودي القومي أو سلطة الطبيعة والأحراش، وتقدر سلطة الضرائب بأن الأضرار في الأراضي الزراعية وحدها قيمتها 6 مليون شيقل على الأقل، وسيتم دفعها من صندوق الحكومة لضحايا الهجمات.